جريدة القصر الكبير
أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئولها في قطاع غزة د.رباح مهنا أن من يعتبر أنه لا طريق أمام شعبنا إلا المفاوضات، ومن لا يسعى إلى إنهاء الانقسام كضرورة وطنية ملحة، ومن يحيد أي شكل من أشكال النضال سواء كان سياسي أو مقاومة شعبية أو مسلحة هو خاسر ويقدم هدية مجانية للاحتلال.وقال د.مهنا في لقاء متلفز على قناة العربية الفضائية: " إن الانتفاضة هي شكل من أشكال المقاومة التي مارسها الشعب الفلسطيني وبشكل رئيسي في الانتفاضة الأولى عام 1987، وفي الانتفاضة الثانية عام 2000، إلا أنها تحتاج إلى ظرف موضوعي وظرف ذاتي، إن تجربة الانتفاضتين تؤكد أن الظرف الموضوعي جاهز الآن، فهناك احتلال مستمر يتنكر لحقوقنا ويمارس كل أشكال القمع، وهناك شعب مقموع، وهناك تحرك سياسي فاشل ضار، وظروف حياة اقتصادية واجتماعية صعبة".وأضاف  د.مهنا "أما بالنسبة للظرف الذاتي فتجربة الانتفاضة الأولى أكدت أن الشعب الفلسطيني تحرك ثم جاءت القوى السياسية فقادت الشارع لذلك استمرت الانتفاضة، وفي الانتفاضة الثانية الرئيس الفلسطيني أبو عمار والقوى السياسية كانوا مستعدين لها فاستمرت الانتفاضة".وتساءل د.مهنا عن كيفية بدء انتفاضة شعبية في وجود رئيس يعلن بشكل واضح أنه لا حل إلا بالمفاوضات، ووجود قوى سياسية منقسمة خاصة حركتي فتح وحماس، ووجود سلطتين في غزة والضفة تقمع شعبهما، مشدداً على ضرورة تفعيل العنصر الذاتي الفلسطيني، خاصة وأن تجربة النضال الفلسطيني أكدت ان استعداد شعبنا التضحوي لا حدود له، ومتمسك بحقوقه وثوابته، إلا أن هذا الشعب بحاجة لقيادة موحدة.وفي معرض إجابته، حول وجود أطراف إقليمية تتدخل في الشأن الفلسطيني من أجل حساباتها الذاتية والشخصية ، وأن شعبنا ينجر وراءها قال د.مهنا: " إن  المشكلة الرئيسية هو في الفكر الصهيوني المبني على أساس عنصري، إن 75% من الأحزاب التي تحكم إسرائيل الآن في الكنيست أحزاباً صهيونية، لا تريد الاعتراف بحق شعبنا في تقرير مصيره، وبعد ذلك أنا لا أرى غرابة في أي قوة إقليمية أو عربية تبحث عن مصالحها، هذا مفهوم، لكن السؤال أين مصلحتنا نحن كفلسطينيون ؟ إن فن إدارة الصراع يستوجب استخدام كل شكل من أشكال العمل لخدمة الهدف الذي يجمع عليه شعبنا عليه بطريقة مناسبة وبالوقت المناسب.وأكد د.مهنا على ضرورة صوغ استراتيجية موحدة لقيادة النضال الوطني الفلسطيني، حتى تحقيق أهداف شعبنا، مشيراً أنه  حتى في جهود المصالحة يريدون أن يمرروا حل سياسي هابط، كما أن حماس تريد المصالحة لضمان حصتها في كعكة السلطة المسمومة، وحركة فتح تريدها حتى تبعد حركة حماس، إن هذا عبث وضار وتصرف لا وطني ولا يصب في المصلحة الوطنية يجب أن يتوقف.وشدد د.مهنا على أن منهج مدريد وأوسلو التفاوضي خاطئ وضار وعبثي ، كما أن هذا الواقع لا يتغير بإرادة أمريكية أو إسرائيلية، وإنما بإرادة فلسطينية فقط، لافتاً أن النظام الرسمي العربي رغم بؤس حاله كان دوماً ينتصر لشعبنا الفلسطيني، عندما تأخذ القيادة الفلسطينية مواقف محترمة.وتساءل د.مهنا عن كيفية انتصار النظام العربي الرسمي البائس الحال، او الشعوب العربية لقضيتنا في وجود قيادة فلسطينية منقسمة، أو لسلطتين تقمع شعبهما في رام الله أو غزة، مشدداً على ضرورة مراجعة هذه الاستراتيجية الضارة، والاتفاق على استراتيجية تحرك سياسي فلسطيني، تستند إلى كل الخيارات، الخيار الدبلوماسي والسياسي والمقاومة الشعبية والمسلحة، بحيث نجعل مشروع الاحتلال، مشروعاً خاسراً.وأوضح في ختام مقابلته أن تجربة الانتفاضتين الأولى والثانية، وحتى في الحرب على غزة أثبتت أن هناك قطاع واسع من دول العالم يمكن أن يؤيد قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وأن يتخذوا خطوات معقولة لنصرة قضيتنا، إلا أننا نريد قيادة فلسطينية موحدة ومتماسكة تستثمر هذه الخطوات.
المكتب الإعلامي
18/3/2010
المكتب الإعلامي
18/3/2010
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق