الجمعة، 2 أبريل 2010

نائبات ألمانيات وشخصيات نسوية ألمانية يعربن عن تضامنهن مع نساء إيران وأشرف


جريدة القصر الكبير
في جلسة حضرتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أصدر النائبات في البرلمان الاتحادي الألماني وبرلمان برلين الإقليمي وناشطات في حركة المساواة في ألمانيا بيانًا أعربن فيه عن تضامنهن مع النساء الإيرانيات الصامدات ومجاهدي أشرف وطالبن الحكومة الألمانية بأن تدعو أميركا والأمم المتحدة إلى حماية سكان مخيم أشرف ومنع تكرار الاعتداءات وأعمال العنف والنقل القسري ضدهم خاصة ضد 1000 امرأة يقمن في المخيم.وفي ما يلي نص البيان:بيان صادر عن مجموعة من النائبات في البرلمان الاتحادي الألمانيوبرلمان برلين الإقليمي والمدافعات عن مساواة النساء في ألمانياتقول المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق النساء إن واقع النساء في إيران متدهور وقد‌ تم إضفاء الطابع القانوني للقمع والتمييز ضد النساء في إيران في الدستور وقوانين الدولة.وطيلة 30 سنة من السلطة الدينية في إيران أعدمت آلاف من النساء لأسباب سياسية وسجنت أعداد أكثر من ذلك حيث تعرضن لأبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي. وتعترف سلطات النظام بأن اغتصاب السجناء السياسيين والسجينات السياسيات خاصة السجينات هو تعذيب منتظم ومنهجي في سجون النظام الإيراني. وتجاه هذا النظام المقارع للنساء قامت النساء منذ البداية بالصمود والمقاومة ولعبن دورًا رياديًا خلال انتفاضة الأشهر التسعة الماضية.إن وجود 1000 امرأة مقاومة صامدة في مدينة أشرف في العراق التي تتخذ منها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مقرًا لها وغالبيتهن يجابهن هذا النظام منذ أكثر من عقدين من الزمن يأتي مؤشرًا واضحًا عن قدرات المرأة الإيرانية على تحقيق الحرية والمساواة.نحن المشاركين في الجلسة إذ نقدم أخلص مؤاساتنا وتضامننا لأخواتنا الإيرانيات نؤكد ما يأتي:1. نطالب الحكومة الألمانية وجميع الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان في ألمانيا بأن تدين سياسات وأعمال النظام الإيراني عداءً ومقارعة للنساء وقمعهن وبأن تبذل جل جهودها لإطلاق سراح السجناء السياسيين في إيران وبوجه خاص السجينات السياسيات.2. إننا ندعم مشروع السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في 10 مواد من أجل الحرية والمساواة للنساء.3. إننا إذ نعرب عن تضامننا مع سكان مخيم أشرف وعوائلهم نطالب الحكومة الألمانية بأن تدعو كلاً من أميركا والأمم المتحدة إلى تأمين وضمان حماية سكان أشرف وعدم تكرار الهجوم والعنف والنقل القسري ضدهم خاصة ضد 1000 امرأة صامدة.نص كلمة السيدة مريم رجوي في جلسة لنائبات ألمانيات وشخصيات نسوية ألمانيةأيتها النائبات ورئيسات البلديات والشخصيات المحترمات!أخواتي العزيزات،يسرني كوني أشارك في الأيام الأولى من السنة الإيرانية الجديدة في هكذا تجمع لمنتخبي الشعب الألماني ومثقفات وناشطات في حركة المساواة. إن نوروز مفردة فارسية تعني اليوم الجديد وهو أول أيام الربيع وأكبر عيد للإيرانيين ورمز للمقاومة والصمود تجاه الظلم وكذلك رمز للتضامن بين أبناء البشر، وهذا هو موضوع نضال النساء ونضال الشعب الإيراني كافة.إني أتحدث إليكم نيابة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي هو تحالف يضم أحزابًا وشخصيات بآراء واتجاهات مختلفة من قوميات عموم إيران. وهذا المجلس هو البديل لنظام الملالي الحاكم في إيران ويريد إنهاء هذا النظام الديكتاتوري وإقامة نظام جمهوري قائم على فصل الدين عن الدولة وعلى التعددية والمساواة بين المرأة والرجل، وهو ملتزم بإلغاء عقوبة الإعدام وجعل الدولة الإيرانية دولة غير نووية.وهناك بين أيديكن تفاصيل آرائنا ووجهات نظرنا وبرنامجنا للنساء.وحسب ما يقتضيه موضوع بحثنا وهو أن النساء يشكلن قوة التغيير لابد لي من إيضاح موقع النساء ومكانتهن في صفوف مقاومتنا. ففي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تحتل النساء 52 بالمائة من المقاعد. وفي مختلف أجهزة حركة المقاومة تتولى النساء المناصب المفصلية. وبهذا الصدد علي أن أشير إلى أشرف بوجه التحديد حيث يقيم 3400 عضو في المعارضة الإيرانية وهو مخيم واقع داخل الأراضي العراقية على بعد 70 كيلومترًا عن الحدود الإيرانية. وأشرف هذا تقوده النساء، وكان تولي وإنجاز هذه المسؤولية ولا يزال اختبارًا كبيرًا بالنسبة لنساء المقاومة لأنه يأتي في وقت يتعرض فيه أشرف لاعتداءات وهجمات دامية ومؤامرات كثيرة يحبكها النظام الإيراني وعملاؤه وعناصره في العراق.وهناك في أشرف ألف امرأة رائدة أغلبهن طالبات أو خريجات الجامعات الأوربية والأمريكية والكندية والإيرانية و200 منهن كن سجينات سياسيات في النظام الحالي عشن في سجون النظام تحت القيود والمضايقات والتعذيب لمدة معدلها 5 سنوات. إن نشاطاتهن طيلة العقود الثلاثة الماضية مصدر إلهام لنضال النساء والشبان في إيران من أجل تحقيق الحرية والمساواة. وعلي أن أؤكد أنه وطيلة السنوات الثلاثين الماضية كانت النساء يتقدمن صفوف النضال ضد الديكتاتورية الدينية.وفي هذا النضال أعدم عدد كبير من النساء العضوات في المقاومة أو سجنّ وتعرضن للتعذيب. ومعي هنا أسماء 2700 امرأة عضو في المقاومة الإيرانية أعدمن من قبل الملالي الحاكمين في إيران. إن واقع النساء في إيران قد يكون ظاهرة غريبة بالنسبة لكل من يكون قد سمع قليلاً عن الديكتاتورية الحاكمة في إيران، لأن هناك نظام عائد لعصور الظلام يحكم في إيران ومن طبيعته وخصوصياته معاداة ومقارعة المرأة. وهو نظام يمارس أقسى وأبشع أساليب التعذيب على النساء، كما يفرض أكثر العقوبات معاداة للإنسانية ومنها عقوبة الرجم وقلع العين. وهذه الأعمال والعقوبات القمعية تفرض وتمارس ضد النساء أكثر من غيرهن.الواقع أن هناك ثلاثة عوامل أساسية حققت الموقع الريادي للمرأة الإيرانية:الأول أن النساء الإيرانيات لهن سجل نضالي لمدة 150 عامًا في الكفاح ضد الديكتاتورية والعمل على تحقيق المساواة. هذا السجل النضالي جعل نساء إيران في الموقع الريادي ثقافيًا وفكريًا.الثاني هو كون النظام الإيراني نظامًا معاديًا ومقارعًا للمرأة. فإن الملالي الحاكمين في إيران قد حرموا النساء من حقوقهن وحرياتهن وقللوا موقعهن إلى اعتبارهن أناسًا من الدرجة الثانية، وهذا القمع المأساوي تسبب في حصول طاقة نضالية هائلة في النساء.العامل الثالث هو وجود مقاومة منظمة لها جذور عميقة وقوية في المجتمع الإيراني.إن التزام هذه الحركة بالمساواة بين المرأة والرجل ومبادرتها التاريخية في قبول قيادة النساء قد خلقا قفزة في تمرير قضية المساواة في المجتمع الإيراني، خاصة أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي هي ركيزة ومحور هذه الحركة تؤمن بأن الإسلام هو شريعة سمحاء وأن إيمان هذه المنظمة بالمساواة قد ترك تأثيرًا فعالاً على المسلمين من النساء والرجال ليس فقط في إيران وإنما في بلدان المنطقة أيضًا. إن هذه العوامل الثلاثة قد طفت على السطح تمامًا خلال الانتفاضات الجارية في إيران حيث شاركت نساء إيران على نطاق واسع وملحوظ في المظاهرات ضد نظام الحكم وأدين دورًا فعالاً ونشطًا في الشبكات الواسعة لبلورة وتحريك وتنظيم الانتفاضات. كما إن نساء إيران يوجهن ويقدن في بعض من الساحات والمشاهد حشود المتظاهرين ويتصدين بكل بسالة وشجاعة لهجوم قوات الحرس ويشجعن المواطنين الآخرين على المشاركة في المظاهرات ويعتنين بالجرحى والمصدومين ويصمدن ويقاومن في السجون تحت أبشع أساليب التعذيب. إن وجودهم في هذه الساحة يأتي خير دليل على الطبيعة التقدمية للانتفاضة الإيرانية. كما إن اتجاه وموقف ومطلب الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني وهو إزاحة الملالي الحاكمين في إيران يتأثر بشكل كبير من تواجد النساء في ساحة النضال. ونلاحظ في دراسة موضوعية أن النساء أدين في انتفاضات الأشهر التسعة الماضية في إيران دورًا قياديًا الأمر الذي يأتي دليلاً آخر على أن النساء هن الردّ على التطرف ولا يمكن إلحاق الهزيمة بالتطرف إلا بأيدي النساء.يا صديقاتي العزيزات،لقد أوضحت باختصار أنه كيف تمثل النساء قوة التغيير في إيران.. وبهذا الصدد أريد أن أشير إلى موضوع مهم وهو أن الدول الغربية كانت تدعي قبل الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني أن النظام الإيراني له قاعدة شعبية وهو نظام مستقر. ومن هذا المنطلق كانوا يعتمدون المساومة والمسايرة مع حكام إيران لتعديلهم كأمثل حل للقضية الإيرانية، ولكن حكام إيران أخذوا واستلموا كل التنازلات والحوافز وفي الوقت نفسه صعّدوا وشددوا تطرفهم في مشروعهم لإنتاج الأسلحة النووية وتصدير الإرهاب إلى الخارج وممارسة القمع في الداخل. إلا أن الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني أظهرت مدى كون هذا الحساب خاطئًا ومدى اهتزاز وتهرؤ حكم الملالي ومدى كونهم منبوذين ومكروهين في المجتمع الإيراني.إن الشعب الإيراني أظهر أنه يريد التغيير وهو مستعد لدفع ثمن هذا التغيير، إضافة إلى أن هناك حركة منظمة لها برنامج ديمقراطي وما يكفي من رصيد شعبي وقاعدة جماهيرية.ومع ذلك ومن المؤسف لم يغير الغرب سياسته فعلاً وفي الواقع الملموس حيال إيران. إننا نسمع أقوالاً كثيرة حول التشدد والصرامة ولكن إذا نظرنا إلى السياسة الفعلية للاتحاد الأوربي بما في ذلك ألمانيا فسوف نلاحظ أنه لا تزال هناك أواصر المسايرة والمساومة تحظى بالأولوية والأسبقية سواء في الاستمرار بالعلاقات الاقتصادية الواسعة التي تشمل أحيانًا حتى بيع أدوات القمع والرقابة أو في فرض الضغوط والمضايقات على المعارضة.فبطلب النظام الإيراني قام الغربيون بتضييق الخناق على المقاومة الإيرانية بفعل توجيه تهم واهية إليها وتقارير مفبركة أعدتها هذه الدائرة أو تلك وهذه الوكالة الحكومية الغربية أو تلك، وهي التقارير التي مصدرها الرئيسي هو مخابرات الملالي الحاكمين في إيران.فطالما تستمر سياسة فرض الضغوط والقيود وتضييق الخناق ضد المقاومة الإيرانية فإن الملالي الحاكمين في إيران يواصلون مطمئني البال سياساتهم القمعية المقارعة للنساء في الداخل ومحاولاتهم لامتلاك القنبلة الذرية وتصدير الإرهاب والتطرف إلى الخارج.ولهذا السبب أطالبكن بصفتكن نائبات منتخبات للشعب الألماني وأطالب جميع أخواتي في عموم ألمانيا بأن يعملن على تغيير هذه السياسات.إن مساعدة نساء إيران ومد يد العون إليهن والمسايرة مع الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني من أجل الحرية هي مساعدة هامة لمقاومة التطرف الإسلامي الذي يمثل أكبر خطر يهدد مكاسب النساء في نضالهم من أجل المساواة في كل أرجاء المعمورة.لقد توصل كثيرون اليوم إلى القناعة بأنه وبعد مضي 15 عامًا على مؤتمر بكين فإن التطرف الإسلامي هو من أهم الحواجز والموانع التي تعرقل هذه المسيرة.إن حركة المساواة في إيران تأتي الوجه الآخر للمقاومة ضد التطرف ومن أجل الديمقراطية، لأن هذا النظام قائم على مقارعة النساء، فلذلك أؤكد بوجه التحديد على النقاط التالية:أولاً – أطالبكن بأن تعملوا على تغيير السياسة حيال النظام الإيراني وهذا التغيير لا يتجسد إلا في فرض عقوبات شاملة على هذا النظام خاصة إدراج اسم فيلق الحرس في قائمة الإرهاب وإغلاق الشركات الوهمية التابعة له في أوربا.ثانيًا – أطالبكن بالعمل على الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وإنهاء التجميد وتضييق الخناق على المقاومة الإيرانية.ثالثاً: انهضن لدعم ألف امرأة في أشرف تجاه تهديدات النظام الإيراني وأعوانه وذيوله في العراق بإبادة سكان مخيم أشرف العزّل.على أوربا أن تحذر الحكومة العراقية من أية ممارسة عنف ضد سكان مخيم أشرف وأن تطالب الأمم المتحدة بتولي حماية أشرف.أختتم كلمتي بالتحية للنساء الألمانيات الشريفات اللواتي مددن يد العون من الصميم وبكل إخلاص إلى المقاومة الإيرانية خاصة نساء أشرف، وبوجه التحديد أستذكر هنا السيدة المرحومة هولتز هوتر التي فقدناها في العام الماضي بكل حزن وأسى. إننا لن ننساها وستبقى ماثلة في ذاكرتنا باعتبارها رمزًا بارزًا للدفاع عن نساء إيران وصديقة للمقاومة الإيرانية. أشكركن جميعًا.

ليست هناك تعليقات: