السبت، 12 ديسمبر 2009

اللاعادية .. دورة أكتوبر العادية (الجزء الثالث)

جريدة القصر الكبير

[] فجأة بعد سنين قلة ها هو ذا في مشيه يتمختر ، من أهالي المدينة يسخر، واصفا بالحيوانات ومعدومي الهوية الكبير فيها كالصغار. طبعا استبدل العش بالدار ، وركوب سيارة الدفع الرباعي بدل الحمار ، فلما لا يصفنا بما وصفنا به في جلسة علنية عقدها كدورة عادية لشهر أكتوبر المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير الموقر.

[] الرجال هم الباحثون عن المجد والرفعة ونشر الفضيلة مهما كانت إمكاناتهم المادية فيعدون بهذا أحسن سفراء لوطنهم الأصلي ويشرفون حتى تلك الروابي التي انطلقوا منها حاملين الاسم والقلم وأربعة عشر قرنا من التاريخ

[] وكريم الشيم هو ذاك الرجل الذي لا يعبأ بمقص الحسد يمزق حذاءه ، فهو قادر على المشي حافي القدمين حتى على الأشواك لعلمه أن الطريق المفروشة به يوصل إلى الهدف بشرف وكرامة وعزة نفس .

من القصر الكبير كتب : مصطفى الخمار منيغ

لا نختار ما سيؤول إليه المنظر بما يخفيه عنا القدر حتى يتغير. مثلا ذاك النازح من الدوار، ريح أمعائه من الجوع يكاد يفجر فيها الأعور ، والبرد القارص صبغ محياه بالأصفر . فجأة بعد سنين قلة ها هو ذا في مشيه يتمختر ، من أهالي المدينة يسخر، واصفا بالحيوانات ومعدومي الهوية الكبير فيها كالصغار. طبعا استبدل العش بالدار ، وركوب سيارة الدفع الرباعي بدل الحمار ، فلما لا يصفنا في جلسة علنية عقدها كدورة عادية لشهر أكتوبر المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير الموقر. أمن المعقول أن يصدر مثل الكلام من فم مستشار وقع عليه الاختيار ليتطاول على سكان المدينة الأخيار ؟ ، وحقيقة نسأل : إن رآنا يومه على هذه الدرجة من الاحتقار فما عساه فاعل بنا غدا ؟ ، أيجبرنا علي تقبيل يديه إن أردنا استنشاق الهواء ؟، أو استئذانه لنعبر بما نشاء من أراء ؟، أو نرقص لسعادته كلما هل علينا بطلعته البهية في مذلة عمياء. لقد قال هذا المستشار الجماعي المحطرم بالحرف الواحد : القصر الكبير مملوء بالحيوان وأناس لا ندري من أين أتوا .
بمعنى ،من غيره ،لا شيء في القصر الكبير سوى الحيوانات ومجهولي الهوية . ففيما يخص التهمة الثانية ( تاركين تهمة الحيوانات إلى جزء لاحق) يضرب بها كل المصالح الأمنية في الوطن ، من درك ملكي، وأمن وطني (الشرطة) ، وقوات مساعدة ، وجمارك ، واستخبارات متعددة الاختصاصات ، وسلطة محلية ، وشيوخ ، و"مقدمين" ضرب بكل تلك المصالح المعتبرة كركائز أمنية أساسية للبلد الآمن عرض الحائط ، بل أبعدها ، بجملة جامعة لكل تفسيرات وخلفيات الأبعاد ،عن القيام بأي مسؤولية مكلفة بها بتركها المدينة عرضة للاحتلال من طرف من لا هوية لهم أصلا ، كأننا إتباعا لتصريحات المستشار الجماعي المذكور أمام قطيع اجتاح القصر الكبير لا يحمل أي كان فيه لا شهادة ميلاد ولا شهادة إقامة ولا يعترف لا بقانون أو سلطة ولا هم يحزنون . ... ذكرني هذا المستشار الجماعي بقصة ظريفة وقعت لي بالجماهرية الليبية إبان زيارتي لها بدعوة كريمة مما نسميه عندنا بوزارة الاتصال ، اختصارا وفي احدي مقابلاتي العابرة بالأخ وزير الإعلام الليبي آنذاك ذكرني هذا الأخير بأن زيارتي تصادفت مع إصدار الأخ قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العقيد معمرو القذافي قرار بسماح دخول التراب الليبي كل عربي من المحيط إلى الخليج حامل لبطاقة بلده الوطنية لا غير ، دون جوار سفر ، أجبته مبتسما : وهل تعتقد الأخ الوزير أن سلطات البلدان العربية قاطبة ستسمح لأي كان من مواطنيها بالمغادرة دون افتحاص جواز سفره الممنوح له من طرفها وتؤشر عليه ؟، قاطعني بصرامة : ذاك شأنها ، أجبته وبأدب جم : بلغ الأخ العقيد أن ليبيا ساعتها ،بمثل القرار ،ستمتلئ بالفارين من أوطانهم لسبب من الأسباب ، وستواجه من المشاكل ما هي في غنى عنها باحتضانها جماعات خرجت من أوطانها بطرق غير شرعية ، علمت فيما بعد أن الشقيقة ليبيا عدلت عن تطبيق القرار فعلمت أن كلامي نقله الأخ الوزير بأمانة إلى الأخ العقيد معمر القذافي. أتيت بهذه القصة الظريفة لأهمس في أذني ذاك المستشار الجماعي أن العبد لله الذي نعتته من جملة ما نعتت بالحيوانات لأنه قصري وبقيصريته يفتخر مثلهم أن الجماهيرية الليبية العظمى في شخص مسؤوليها آنذاك وحتى الساعة مادام كل شئ مدون للتاريخ ، أن مصطفى الخمار منيغ مغربي الجنسية قصري النسب والانتساب ، كان أول صحافي مغربي وزع جريدة مغربية فوق التراب الليبي أسسها في مدينة العرائش المغربية واسمها "الشعب"
(اضغط وسط الصور لتكبير حجمها)
" تتضمن شعارات المملكة المغربية وتتحدث عن اجتهادات الملك الراحل الحسن الثاني من أجل وحدة ورفعة العرب في مقال رئيسي عنونته ب :
وكذلك ما جاء في عمود " كلمة المحرر التي عنونتها ب:
المال لا يصنع الرجال وقلة المال لا تصنع الفئران
جاء فيها بالحرف الواحد:
[] ... ما كان يجول في خاطري قطع هذه المسافات ، لكنها الرغبة الأكيدة في جعل جريدة "الشعب"،الحديثة الصدور، تصل إلى يد القارئ أينما كان من ساقتني إلى حيث الالتفاتة إلى الوراء تعد إطلالة من علو شاهق تحاول العاطفة القفز منه لمعانقة أرض الوطن من جديد ، حيث الاستقرار النفسي ،والألفة المعهودة ، والاستعداد المطلق الدائم لزرع بذور الأعمال الطيبة الهادفة إلى التقارب والتفاهم والإخاء. وما كان هذا الطريق الذي سلكته- وأنا جوب بلدان العالم الأوربي – مفروشا بالورود والرياحين ، بل مسلك وعر، لولا الإرادة الجبارة والإيمان العميق برسالة الصحافة النبيلة لما استطعت قطع الآف الكيلومترات فيه، تلك الصحافة المضطلعة بمهمة التأريخ الواقعي للقيم الإنسانية الرفيعة ، حاملة في ذلك ورقة في سعة المعمور تملؤها صباح مساء بانشغالات الفكر البشري السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية ، وبتطلعات الأمم (بالمفهوم الشامل) لارتقاء أسمى الدرجات ، وبتسجيلات حقيقية لتجارب الشعوب ومعانات البعض ، وبأشياء أخرى تضيق هذه المساحة على حصرها الواحدة تلو الأحرى ، تلك الصحافة التي يذهب معناها الأصيل في جوهره إلى الحركة والتجوال والبحث وتقصي الحقائق والغوص في أعماق الحدث والبحث المستمر عن الجديد النافع ، لذا كانت الرحلة تشكل في حد ذاتها خلاصة عملية تتمازج وما ذكر لأخرج ، ومعي جريدة " الشعب"، بما تفرضه المرحلة المقبلة من عمر صحيفة مستقلة ، غير خاضعة لبرامج سياسية معينة ، خاصة الحزبية منها، اللهم ما يدخل في إطار المبادئ التي عاهدت " الشعب " نفسها على النضال من أجل تحقيقها مهما كانت الظروف ، وكيفما كانت العوامل . ومن تلك المبادئ : الدفاع بالكلمة الهادفة المسؤولة عن الوحدة الترابية للوطن ، والذود عن المكاسب الوطنية للشعب المغربي البطل ، والحفاظ على المقدسات العليا للبلاد ، وبعبارة أوضح التشبث بأصالة المغربي الحر الشريف ، لذا لن تكون هذه الجريدة إلا جريدة مغربية مخلصة بالعقل والقلب لكل منتسب إلى أرض المسيرة الخضراء الممتدة من طنجة شمالا إلى الكويرة جنوبا . لذا كانت الرحلة – كما قلت – ضرورة ملحة للحصول على معرفة مسبقة لكل الأجواء حتى تعمل الجريدة بعد ذلك وفق ما يمليه عليها الضمير وما هي مطوقة به من مسؤوليات والتي لا تتعدى اختصاصاتها المهنية الصحفية المتعارف عليها في مشارق الأرض ومغاربها . ولقد أنساني ما حققته " الشعب" من خطوات عناء التنقل من حدود إلى أخرى ، فلها حاليا وكلاء في كل من : البرازيل ، اسبانيا ، فرنسا ، إيطاليا ، فلاندا ، واليونان ، وستكون بعون الله أول جريدة مغربية توزع على نطاق واسع في الشقيقة الجماهيرية الليبية ، وأول جريدة مغربية أيضا تتواجد – الآونة – في جميع نقط بيع الصحف العالمية داخل الديار اليونانية .
... لا أدري لما عدت (في هذه اللحظة بالذات) إلى مدينة العرائش حيث طغت على ذهني الكلمات التي فاه بها الصديق القائد المرابط في حق الجريدة ذات يوم ، ربما وجدت في هذه النتيجة التي حققت "الشعب" الرد الأمثل لتلك الكلمات، وما كانت "الشعب " تصل إلى هذه الانطلاقة لولا النية الحسنة والرغبة في ملء الفراغ المخيف للإعلام المغربي، ولن تقف عند هذا الحد ، فلن أهدأ حتى تصل هذه الجريدة إلى أكثر من مكان في العالم حتى يعرف "البعض" من تعالت أصواتهم المبحوحة في العرائش وتطوان أن المغربي المخلص لمبادئه ومقدساته لا ترهبه الحواجز، ولا تأخذ منه الادعاءات الباطلة قيد أنملة ، وأن المال لا يصنع الرجال وقلة المال لا تصنع الفئران ، الرجال هم الباحثون عن المجد والرفعة ونشر الفضيلة مهما كانت إمكاناتهم المادية فيعدون بهذا أحسن سفراء لوطنهم الأصلي ويشرفون حتى تلك الروابي التي انطلقوا منها حاملين الاسم والقلم وأربعة عشر قرنا من التاريخ وحتى أثناء غيابهم لا يعبؤون لتلك الأيادي المرتعشة وهي تطرق باب دور عيالهم وذويهم ليدخلوا الرعب في الأرواح الصغيرة البريئة . أعتقد أن ثمة في العرائش من يفهمني جيدا ولا أريد أن أوضح أكثر. لأن الغسيل يجب أن ننشره داخل محيطنا الحضري وليس خارجه. كان بإمكاني فضح تلك التجاوزات لكن إيماني بأن الذي يسيء للغير عن خطأ ستشرق عليه شمس الحياء ساعتها سيطلب السماح ويعتذر. وكريم الشيم هو ذاك الرجل الذي لا يعبأ بمقص الحسد يمزق حذاءه ، فهو قادر على المشي حافي القدمين حتى على الأشواك لعلمه أن الطريق المفروشة به يوصل إلى الهدف بشرف وكرامة وعزة نفس .
... جريدة "الشعب" بفضل الله جل وعلا، وبرعاية القراء الكرام في كل مكان من العالم العربي المخلصين لمبادئ الكلمة الحرة النزيهة البعيدة عن التملق والنفاق ، وهي مؤهلة الآن لتكون منبرا حرا جديدا قائما على أساس مشيد بما عرفته الصحافة الحقيقية أثناء مسيرتها الطويلة مع التجارب ، تلك الصحافة التي حطمت الأصنام على رؤوس عابديها ، وناضلت من أجل إقامة صرح العدالة والمساواة والإخاء بين جميع أبناء البشر ، تعادي الطالح كيفما كان وتناصر الصالح أينما كان ولا تخشى في الحق لومة لائم ، وإذا كان المغرب شيد عالمه الديمقراطي ووسع أركانه من أجل أن يكون المواطن في الداخل والخارج على حد سواء قادرا على إبداء الرأي بكل حرية ، وجريدة "الشعب" إفراز منطقي لهذا العمل الديمقراطي الرحب المليء بالطموحات النيرة الواضحة ، وهي بالتالي نتيجة حميدة محمودة لتعرف الدنيا أن الوطن الحبيب وطن الصحافة الحرة المستقلة المناهضة لمؤامرة الصمت
مصطفى الخمار منيغ / طرابلس/ الجماهيرية الليبية/ في 24/2/1985 []
وكان من الصعب الإعلان عما أعلنت عليه في الجريدة نفسها في ذاك الوقت بالذات والعلاقات المغربية / الليبية في عداد التوتر بسبب المساعدات الهائلة التي كانت تقدمها الجماهيرية الليبية لأعداء وحدتنا الترابية ، بل لا يتجرأ احد بإشهاره ولو بين شخصين في الشارع ، وأن العبد لله وهو داخل مقر جريدة " الزحف الأخضر" وما أدراك بالزحف الأخضر ، يكفى أن أخبرك وإن كنت في حاجة للحديث مع أمثالك للخشيبات ، أن جريدة "الزحف الأخضر" منبر إعلامي يشرفه قائد الثورة الليبية بكتابة مقال افتتاحيته شخصيا كل يوم رغم انشغالاته وهو يؤسس ما جاء في كتابه الأخضر على أرض الواقع ، أجل وأنا في مقر هذا الصرح الإعلامي الهام بالنسبة للجماهيرية الليبية وفي مناظرة مسجلة تمت بيني والإخوة الأعزاء المشرفين عليها تحريرا وتنظيما سئلت عن موقفي من النظام الملكي فأتيت بكلام نابع من القلب لا زال يرن في أذهان البعض حينما تيقنوا أن ما قلته ساعتها مثل الحقيقة ولا شيء آخر غيرها وأدركوا من البداية أن مصطفى الخمارمنيغ لا ولن يخون بلده ، مستعد ليشتغل بعرق جبينه لكن هو على مبادئه ما عمر في هذا القطر العربي أو غيره ، " إننا في تقبيل يد الحسن الثاني سواء" هذا ما فهت به لحظتها ولست نادما بل أحس بشرف يغمرني وأنا استرجع تلك الأيام الجميلة من حياتي العملية كأحد خدام مهنة المتاعب ، "فلا يغرنكم ما تسمعون إليه من "بعض" المتشدقين الباحثين عن موقع قدم لتحقيق أهدافهم المادية الرخيصة . في المغرب هناك معارضة حقيقية لكنها شريفة تناضل داخل بلدها معرضة لمخاطر شتى لكنها داخل وطنها من أجل إحقاق ما تراه حقا داخل وطنها ، العقيد القذافي حينما قام بثورته قام بها من داخل ليبيا وليس من المغرب الليبيون الأحرار الذين ساندوه كانوا مثله معرضين لشتى المخاطر لكن كانوا جميعا يناضلون من داخل وطنهم ليبيا . وأخيرا من يخون وطنه الأصلي لصالح وطن ثاني ميسور عليه ألف مرة خيانة هذا الأخير" ،هذا ما أضفته للأخوة الأعزاء فما زادهم ذلك إلا احتراما لشخصي ، الدليل الواضح عن ذلك أنني ما توجهت لمكان إلا وقوبلت بالترحاب وحسن الاستقبال ، حتى في نزل "الضهرة" حيث كنت أقيم على حساب الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية الكريمة (اللجنة الإدارية للإعلام الثوري) انعكست الفرحة على وجوه الأخوة المسيرين لتلك المعلمة السياحية ألكبري في العاصمة الليبية طرابلس كلما اختلطت بهم استفسرهم عن مسألة أو الأخذ برأيهم عن الأخرى . وحتى تتيقن أيها المستشار الجماعي أنك ظلمت القصريين بنعتك إياهم بالحيوانات ومنعدمي الهوية ،هذا أحدهم واسمه لا ولن تنساه بعد عمر طويل أتمناه لك ، مصطفى الخمار منيغ أحد الذين ساهموا مساهمة مباشرة أو غير مباشرة في تلطيف الأجواء بين الشقيقين المملكة المغربية والجماهيرية الليبية العظمي مع إبعاد هذه الأخيرة عما كانت تقدمه وبسخاء لمرتزقة البوليساريو ، لدرجة وصف بها العقيد القذافي وعن قناعة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني بالملك الثائر أو الثوري ، قس على ذلك أشياء أخرى ليس المقام مقام التطرق إليها ولو بالإيجاز لأنها أكبر من استيعابك لها ولمعانيها الجميلة القيمة المفعمة بالوفاء والإخلاص ساهم في صنعها احد القصريين كما تعلم الآن .
... بالتأكيد واهم هذا المستشار الجماعي العضو في المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير إن ظن أن الجهة التي يتحرك تحت مظلتها سترضى عن مساهمته المباشرة في تحريك قلمي للكتابة بهذا الشكل الصريح الموزون حينما تتيقن أنني بموقفي هذا كنت على حق ، وإن كان المعني قد حصل على ضوء أخضر يحميه محليا ، فنحن مع دولة الحق والقانون مساندين كل خطوة يخطوها حامي الملة والدين، وضامن وحدة تراب الوطن والراعي الأمين لكل المواطنين في هذه الأمة المتفانية في تشبثها بالعرش العلوي الشريف القائد لهذا البلد الآمن من مئات السنين . وقطعا المعني يصب الماء في الطين لزرع الأشواك شوكة بعد شوكة ليحصد " دربوكة" هو أدرى بكيفية استعمالها لاسترجاع زمنه الحزين.
يتبــــــــــــــــــــع

ليست هناك تعليقات: