جريدة القصر الكبير 
[]أتيت بهذا التدرج لأصل إلى شخصية ذاك المستشار الجماعي الواقع بين هذا وذاك كلما بدر منه ما يجعل أصحاب مهنة المتاعب يؤسسون لما سيجعلونها جملا للتاريخ توقفه بحجمه عند حده يومه وكلما امتد في هذا الوجود ، إنسان "قصري" توارثها أبا عن جد .
[]الذي جعلنا نتذكر الرفيق "الأمين" بالخير ، سيجعل من يتذكر ذاك المستشار الجماعي بما يعادل ما يكون قد سببه مهما عمر . فتلك المرأة المصابة بالشلل ساعة سماعها الخبر ، الأم المسنة التي بقيت تحلم وولدها يكبر مع خدمته للوطن ، ينام و يصحى على التدقيق فيما انتشر من الشر يحاربه مهما فاق تحمل عنائه طاقة البشر ، رأته ينهار في لمح البصر .
من القصر الكبير كتب: مصطفى منيغ
القزم بين الرجال العاديين ألموحدي الطول قزم يبقى ، مهما امتلأت خزائنه مالا لا يستطيع ابتياع أي إضافة لجسده ولو لسنتمترات من العظام واللحم والدم ، قد يتفنن صناع الأحذية في إقامة ما يجعله يبدوا أكثر طولا مما يتراءى على الطبيعة ، لكن البدن يتهالك بسرعة حينما يشعر ، بعد انقضاء فترة معينة ، أن العلو الاصطناعي تمادى ليعوض ما أرادته العناية الربانية أن يظل على تركيبته الأصلية قصير. قس على هذا كل قزم تطاول على من كان حجمه مكتسبا داخل أي مجال من مجالات الفكر والسياسة بالطرق المدرجة في الاستحقاق المؤكد علما وحكمة وتأدية للواجب المضبوط بقانون. لا أدري كلما مر الزمن بتعاقب السنون ازداد خيالي تقبلا لمنظر قزم منسلخ عن قامة عادية لإنسان يلوح بلسانه عوض يديه عسى الناظرين إليه يدركون حقيقة أمره فيتخذون في تعاملهم معه معرفتهم المنبثقة عن تلك اللحظة تعاليمها القاضية بالابتعاد عما يفرزه من أوهام وسراب ظنا بهما أنه الأقوى كأساس، وهو الأبخس وعن النطق بالصواب أخرس. أتيت بهذا التدرج لأصل إلى شخصية ذاك المستشار الجماعي الواقع بين هذا وذاك كلما بدر منه ما يجعل أصحاب مهنة المتاعب يؤسسون لما سيجعلونها جملا للتاريخ توقفه بحجمه عند حده يومه وكلما امتد في هذا الوجود ، إنسان "قصري" توارثها أبا عن جد . ... القصر الكبير عرف أقزاما آخرين هم رجال ونساء ذكراهم واجبة علينا كلما تطرقنا لقصص الكفاح المرير مع لقمة العيش وبالحلال ، حتى نبين أن القزم الأول أوردناه للمقارنة التي ظاهرها في الإنسان المعني عندنا لا يعكسها طوله الملموس في الجوهر ، بحيث تتقمص وتنكمش كلما اقترب من حوله بحصيلة أفعاله وتصرفاته وأبعاد تصريحاته الناقصة دراية وعقل ، أما الأقزام الآخرين المرتبطة أسماؤهم بمدينة القصر الكبير كأناس ملئوا حياتنا فيها أمثلة حية مفعمة بالعرق الشريف في كسب"اللقمة"بالحلال المبذول لسنوات ليرسموا لوحة ألوانها قصص حب وخلف يستحق الاحترام . يستحضرني منهم المرحوم الصديق العزيز "الأمين" الذي عرفته حينما كانت "السويقة"أشهر تجارها "قاسم"الذين كان "الأمين"يشتغل عنده أغرب تخصص شهده القصر الكبير كمهنة وحرفة وعمل ، تمثل في سحق أوراق "الطابة" الموضوعة في جزء بارتفاع نصف متر مقطوع من ساق شجرة مهيكلة محفور قلبه بآلة حادة في يد قوي البنية للتخلص من خشب متماسك و ضمان فراغ بيضاوي الشكل محصور بجدار دائري حافظ لما يسحق داخله بواسطة عمود حديدي طويل يرفعه "الآمين" ليهوى به على تلك الأوراق ألاف المرات في اليوم حتى تتحول إلى مادة ترابية اللون تشبه غبارا تراكم بعضه على بعض من قرون خلت يبتاعه المتوافدون على دكان "المرحوم قاسم" المدمنون على شمه وفق طقوس معينة أعتقد أنها في طريق الانقراض إن لم تكن انقرضت فعلا . ذات يوم وأنا في طريقي إلى "المرس"عبر ساحة "السويقة" لمحت "الأمين"وعلامات الإجهاد بادية على محياه ، سألته فأسمعني ما صممت على القيام به لأخرجه من حيث كان يعاني بضغط من الفاقة وقلة الحيلة المشروعة . عرضت عليه الفكرة فصمم على تنفيذها فورا ، وهكذا عرفت القصر الكبير أحد الممثلين الهزليين المرموقين في ساحة المسرح محليا حينما أسندت إليه دورا رئيسيا في المسرحية التي ألفتها وأخرجتها تحت عنوان "الزواج بالدراع" رفقة "عبد السلام خرخور" رحمه الله و"مصطفى بن اليزيد" أطال الله في عمره . كنت ساعتها شابا يافعا هوايتي المفضلة المسرح تأليفا وإخراجا ، لذا ساهمت في تأسيس العديد من الفرق المسرحية المشهورة كفرقة الكواكب جنبا لجنب مع الأساتذة "محمد الجباري" رحمه الله و"مصطفى الدغاي" رحمه الله و"عبد السلام عامر" رحمه الله وآخرين . وكان لي من الأصدقاء في الميدان الفني الكثير من الأسماء اللمعة الآن منهم الفكاهي بنبراهيم ، والأخوين البدوي وغيرهما ،
اضغط وسط الصور لتكبير حجمها
 
 
الصورة : الصحفي مصطفى منيغ في حوار صحفي مع الفنان بنبراهيم يوم 29 غشت سنة 1978
[]الذي جعلنا نتذكر الرفيق "الأمين" بالخير ، سيجعل من يتذكر ذاك المستشار الجماعي بما يعادل ما يكون قد سببه مهما عمر . فتلك المرأة المصابة بالشلل ساعة سماعها الخبر ، الأم المسنة التي بقيت تحلم وولدها يكبر مع خدمته للوطن ، ينام و يصحى على التدقيق فيما انتشر من الشر يحاربه مهما فاق تحمل عنائه طاقة البشر ، رأته ينهار في لمح البصر .
من القصر الكبير كتب: مصطفى منيغ
القزم بين الرجال العاديين ألموحدي الطول قزم يبقى ، مهما امتلأت خزائنه مالا لا يستطيع ابتياع أي إضافة لجسده ولو لسنتمترات من العظام واللحم والدم ، قد يتفنن صناع الأحذية في إقامة ما يجعله يبدوا أكثر طولا مما يتراءى على الطبيعة ، لكن البدن يتهالك بسرعة حينما يشعر ، بعد انقضاء فترة معينة ، أن العلو الاصطناعي تمادى ليعوض ما أرادته العناية الربانية أن يظل على تركيبته الأصلية قصير. قس على هذا كل قزم تطاول على من كان حجمه مكتسبا داخل أي مجال من مجالات الفكر والسياسة بالطرق المدرجة في الاستحقاق المؤكد علما وحكمة وتأدية للواجب المضبوط بقانون. لا أدري كلما مر الزمن بتعاقب السنون ازداد خيالي تقبلا لمنظر قزم منسلخ عن قامة عادية لإنسان يلوح بلسانه عوض يديه عسى الناظرين إليه يدركون حقيقة أمره فيتخذون في تعاملهم معه معرفتهم المنبثقة عن تلك اللحظة تعاليمها القاضية بالابتعاد عما يفرزه من أوهام وسراب ظنا بهما أنه الأقوى كأساس، وهو الأبخس وعن النطق بالصواب أخرس. أتيت بهذا التدرج لأصل إلى شخصية ذاك المستشار الجماعي الواقع بين هذا وذاك كلما بدر منه ما يجعل أصحاب مهنة المتاعب يؤسسون لما سيجعلونها جملا للتاريخ توقفه بحجمه عند حده يومه وكلما امتد في هذا الوجود ، إنسان "قصري" توارثها أبا عن جد . ... القصر الكبير عرف أقزاما آخرين هم رجال ونساء ذكراهم واجبة علينا كلما تطرقنا لقصص الكفاح المرير مع لقمة العيش وبالحلال ، حتى نبين أن القزم الأول أوردناه للمقارنة التي ظاهرها في الإنسان المعني عندنا لا يعكسها طوله الملموس في الجوهر ، بحيث تتقمص وتنكمش كلما اقترب من حوله بحصيلة أفعاله وتصرفاته وأبعاد تصريحاته الناقصة دراية وعقل ، أما الأقزام الآخرين المرتبطة أسماؤهم بمدينة القصر الكبير كأناس ملئوا حياتنا فيها أمثلة حية مفعمة بالعرق الشريف في كسب"اللقمة"بالحلال المبذول لسنوات ليرسموا لوحة ألوانها قصص حب وخلف يستحق الاحترام . يستحضرني منهم المرحوم الصديق العزيز "الأمين" الذي عرفته حينما كانت "السويقة"أشهر تجارها "قاسم"الذين كان "الأمين"يشتغل عنده أغرب تخصص شهده القصر الكبير كمهنة وحرفة وعمل ، تمثل في سحق أوراق "الطابة" الموضوعة في جزء بارتفاع نصف متر مقطوع من ساق شجرة مهيكلة محفور قلبه بآلة حادة في يد قوي البنية للتخلص من خشب متماسك و ضمان فراغ بيضاوي الشكل محصور بجدار دائري حافظ لما يسحق داخله بواسطة عمود حديدي طويل يرفعه "الآمين" ليهوى به على تلك الأوراق ألاف المرات في اليوم حتى تتحول إلى مادة ترابية اللون تشبه غبارا تراكم بعضه على بعض من قرون خلت يبتاعه المتوافدون على دكان "المرحوم قاسم" المدمنون على شمه وفق طقوس معينة أعتقد أنها في طريق الانقراض إن لم تكن انقرضت فعلا . ذات يوم وأنا في طريقي إلى "المرس"عبر ساحة "السويقة" لمحت "الأمين"وعلامات الإجهاد بادية على محياه ، سألته فأسمعني ما صممت على القيام به لأخرجه من حيث كان يعاني بضغط من الفاقة وقلة الحيلة المشروعة . عرضت عليه الفكرة فصمم على تنفيذها فورا ، وهكذا عرفت القصر الكبير أحد الممثلين الهزليين المرموقين في ساحة المسرح محليا حينما أسندت إليه دورا رئيسيا في المسرحية التي ألفتها وأخرجتها تحت عنوان "الزواج بالدراع" رفقة "عبد السلام خرخور" رحمه الله و"مصطفى بن اليزيد" أطال الله في عمره . كنت ساعتها شابا يافعا هوايتي المفضلة المسرح تأليفا وإخراجا ، لذا ساهمت في تأسيس العديد من الفرق المسرحية المشهورة كفرقة الكواكب جنبا لجنب مع الأساتذة "محمد الجباري" رحمه الله و"مصطفى الدغاي" رحمه الله و"عبد السلام عامر" رحمه الله وآخرين . وكان لي من الأصدقاء في الميدان الفني الكثير من الأسماء اللمعة الآن منهم الفكاهي بنبراهيم ، والأخوين البدوي وغيرهما ،
اضغط وسط الصور لتكبير حجمها
 
 الصورة : الصحفي مصطفى منيغ في حوار صحفي مع الفنان بنبراهيم يوم 29 غشت سنة 1978
 الصورة : الصورة التي بعث بها الفنان بنبراهيم إلى صديقه مصطفى منيغ خلال اقامته في باريز
 الصورة : الصورة التي بعث بها الفنان بنبراهيم إلى صديقه مصطفى منيغ خلال اقامته في باريز الصورة : رسالة بعث بها بنبراهيم إلى مصطفى الخمار منيغ من العاصمة الفرنسية باريس سنة 1978
 الصورة : رسالة بعث بها بنبراهيم إلى مصطفى الخمار منيغ من العاصمة الفرنسية باريس سنة 1978 فيالصورة : 1) مصطفى منيغ / 2) عبد الرزاق البدوي / 3) عبد القادر البدوي
 فيالصورة : 1) مصطفى منيغ / 2) عبد الرزاق البدوي / 3) عبد القادر البدويوكل الممثلين المصريين الذي زاروا مدينة القصر الكبير كفاخر فاخر والحريري والقائمة طويلة ليس المقام مقام الحديث عن أصحابها الأساتذة المحترمين . وهكذا تحول القزم "الأمين" في المسرح إلى هرم، علم الكثير منا أن الدنيا مساحة مهيأة ليدفن فيها كل مخلوق بنفس الطريقة منذ وفاة أول تابع للإسلام وستبقى نفس الطريقة على الدوام ،الاختلاف وارد عند التذكر، الذي جعلنا نتذكر الرفيق "الأمين" بالخير ، سيجعل من يتذكر ذاك المستشار الجماعي بما يعادل ما يكون قد سببه مهما عمر . فتلك المرأة المصابة بالشلل ساعة سماعها الخبر ، الأم المسنة التي بقيت تحلم وولدها يكبر مع خدمته للوطن ، ينام و يصحى على التدقيق فيما انتشر من الشر يحاربه مهما فاق تحمل عنائه طاقة البشر ، رأته ينهار في لمح البصر . يتبــــــــع 
يتبــــــــع
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق